اتفاق وقف الحرب في شرم الشيخعلى ضفاف البحر الأحمر، كانت مدينة شرم الشيخ المصرية قبلة الأنظار، لا بوصفها واحة للجمال والهدوء فحسب، بل لأنها تحوّلت بفضل جهود الدبلوماسية المصرية إلى منصة انطلاق لـ "يوم جديد" في الشرق الأوسط، لقد كانت القمة التي استضافتها مصر، وجمعت عدداً من قيادات العالم، تتويجاً لمساعٍ دؤوبة نسجتها أيادي الحكمة المصرية لتُسدل الستار على فصول أليمة من الحرب في قطاع غزة.
لقد برهنت مصر، قلب العروبة النابض ومهد الحضارات، مرة أخرى، على أن دورها يتجاوز الجغرافيا ليلامس الضمير الإنساني، لم تكن وساطتها الحيادية والمحايدة، سوى ترجمة أصيلة لعقيدة راسخة مفادها أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتحقق إلا بإنصاف الحق وحماية الأرواح
ففي خضم الدمار والآلام، تحركت القاهرة بهدوء الواثق وثقل المسؤول، لتمسك بخيوط مفاوضات كانت تبدو مستحيلة، فحولتها إلى وثيقة سلام، وفي قاعات المؤتمر، لم يكن الحضور الدولي الرفيع مجرد مشهد بروتوكولي، بل كان شهادة واعترافاً دولياً بدور مصر المحوري واللازم.
كانت شرم الشيخ في تلك اللحظة التاريخية، هي نقطة التقاء الإرادات، هي المكان الذي تآلفت فيه المصالح المتضاربة تحت مظلة الضرورة القصوى: وقف نزيف الدم وإحلال السكينة.
فإن قدرة مصر على جمع هذا الحشد من القادة، بدءاً من الرعاية المشتركة مع الرئيس الأمريكي وصولاً إلى حضور القادة الإقليميين والدوليين، تؤكد عمق علاقاتها المتوازنة وثقة الأطراف كافة في نزاهة مساعيها.
إن الاتفاق الذي أُبرم لوقف إطلاق النار، لم يكن مجرد توقيع على أوراق، بل كان انتصاراً للإنسانية على آلة الحرب. كان بمثابة نفَس عميق لأهل غزة الصامدين، وبارقة أمل لعودة الحياة من تحت الركام. ولقد لعبت الدبلوماسية المصرية دور "المهندس البارع"، الذي لم يكتفِ بإيقاف القتال، بل عمل على تذليل العقبات اللوجستية والإنسانية، ومهد الطريق لتبادل الأسرى ودخول المساعدات، مؤكدة على أن العمل السياسي الجاد يسبقه إحساس عميق بالواجب الأخلاقي.
ومع انصراف قادة العالم من شاطئ السلام، يبقى صدى الإنجاز المصري عالقاً في الأجواء، إنها رسالة واضحة لكل من يعنيه الأمر: أن مصر هي الركيزة التي يُبنى عليها السلام في هذه المنطقة المضطربة.
هنيئاً لـ "أم الدنيا" هذا الدور التاريخي، الذي أعاد إلى الدبلوماسية العربية بريقها، وأثبت أن أفعال الحكمة أبلغ من ضجيج المدافع، فلتكن شرم الشيخ، وإلى الأبد، رمزاً للسلام الذي وُلد من رحم الجهد المصري المخلص، وليكن هذا الاتفاق، حجر الزاوية لبناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً، تبدأ به غزة مرحلة التعافي والأمل.


٢١ أكتوبر ١٢:٠٣ م

١٣ أكتوبر ٠١:٣٥ م

١٣ أكتوبر ٠١:٠٤ م

١٢ أكتوبر ٠٩:١٩ ص

١١ أكتوبر ٠٢:٢٤ م
(الأول نيوز) ، هو موقع إخباي شامل، يصدر عن شركة الأول للنشر والخدمات الإعلامية، ومقره محافظة المنيا جمهورية مصر العربية.
البريدالإلكتروني الخاص بنا: alawwalalawl@gmail.comالهاتف: الهاتف: 01110380234