في سابقة نادرة على مستوى السلطة التنفيذية في سوريا، تصدّر اسم أحمد الشرع عناوين الأخبار بعدما وجّه توبيخاً حادّاً لمجموعات من الموالين له بسبب مظاهر البذخ والعربات الفارهة.

هذا ما يعكس رغبة الشرع في إطلاق حملة قوية باسم «لا غنائم حرب» داخل إدارته، وليبدأ فعلياً بمكافحة الفساد المباشر.

توبيخ الموالين والسيارات الفارهة

بحسب وكالة رويترز، فإن أحمد الشرع عقد اجتماعاً في منطقة إدلب حضره أكثر من 100 من الموالين له، ومعظمهم وصل بسيارات فارهة مثل “كاديلاك إسكاليد، رينج روفر، شيفروليه تاهو”. وفي المشهد، قال الشرع: «لم أكن أعلم أن الرواتب التي تدفعها الحكومة بهذا الارتفاع!» معلقاً بتوبيخ علني.

وأمر الشرع الحضور بتسليم مفاتيح سياراتهم فوراً أو التعرّض لتحقيقات بتهمة “الكسب غير المشروع”. ومع ذلك، نفت وزارة الإعلام السورية تسليم المفاتيح لكنها أكّدت أن الاجتماع تناول “تغيير ثقافة الاستثمار والمظاهر البذخ”.

حملة «لا غنائم حرب» ومكافحة الفساد

تحت عنوان “حملة ضد الفساد.. الرئيس الشرع يوبّخ الموالين ويقيّد نفوذ شقيقه التجاري”، أفادت تقارير بأن الشرع بدأ فعلياً بإغلاق مكتب شقيقه الكبير في دمشق ومنعه من أي نشاط تجاري، ضمن إطار “تقييد نفوذ العائلة” التي كانت مقربة من السلطة السابقة.

ويتضح أن الشرع يحاول رسم فصل بين مرحلة النظام السابق وبين حكمه، مستخدماً شعار “لا غنائم حرب” لإعادة تشكيل صورة السلطة. ويرى محللون أن الرسالة موجهة أيضاً إلى رجال الأعمال والمقربين، وأن السيارات الفارهة كانت أحد رموز النفوذ المخالف.

تبعات التصعيد وتأثيره على المعادلة السياسية

يواجه أحمد الشرع، رئيساً انتقالياً في سوريا، اختباراً كبيراً في محاولته فرض رقابة داخلية على الموالين. وكما نقلت رويترز، فإن “الرسالة الموجهة إلى الموالين تبرز تحدياً كبيراً.. وهو الانتقال من قيادة مسلحة إلى حكم مدني دون تكرار فساد النظام السابق”.

وبينما يلقى تصعيد الشرع تأييداً من بعض السوريين الباحثين عن إصلاح، يُحذر آخرون من أن المبادرة قد تشكّل صداماً مع أجنحة السلطة التي استفادت من النظام السابق، ما يؤدي إلى توترات سياسية داخلية.

الخاتمة

ما جرى مع أحمد الشرع ليس مجرد توبيخ عابر، بل يشكّل مؤشّراً على توجّه جديد في السلطة السورية نحو الحدّ من مظاهر الفساد والمظاهر المبالغ فيها داخل دوائر السلطة. في مصر العربية ومنطقة الشرق الأوسط، متابعة كلمات مثل “توبيخ الموالين” و“حملة لا غنائم حرب” أصبحت تحتل اهتمامات الصحافة والجمهور. والمشهد القادم قد يشهد مزيداً من الإجراءات – أو ردود الفعل من داخل تلك الحلقات التي شعر أنها مهدّدة اليوم.