رئيس التحرير
مـــحـــمـد الــــنــادي
رئيس مجلس الإدارة
خلف فتحي

بحيرة البهنسا الغامضة في المنيا: ظهور مفاجئ يُثير القلق والتحذير رسميًّا من الملوحة الشديدة

الجمعة ١٢ سبتمبر ٢٠٢٥ ٠٤:٠٣ م
بحيرة البهنسا الغامضة في المنيا: ظهور مفاجئ يُثير القلق والتحذير رسميًّا من الملوحة الشديدةبحيرة البهنسا


في مساءٍ صيفي بهيج من محافظة المنيا، اندهش سكان بني مزار بظهور مفاجئ لبحيرة مائية كبيرة في صحراء البهنسا. تراكمت المياه في منخفض أرضي لتكوّن تجمعًا جعل مساحته تقترب من 35 فدانًا، في حين تبين أن ملوحة المياه مرتفعة جدًا جعلتها غير صالحة للاستخدام الآدمي، الحيواني، أو الزراعي.


هذا التجمع المائي الذي جذَب الانتباه والدهشة، تحوّل سريعًا إلى مصدر قلق بعد وقوع حادث غرق لشخصين، مما دفع المحافظة لإصدار تحذيرات صارمة مع وعود بالمتابعة الميدانية من الجهات الأكاديمية والرسمية. هذا التقرير يكشف أسباب ظهور بحيرة البهنسا، حجمها، خطورتها، ردود الأفعال الرسمية والشعبية، وآفاقها المحتملة.


بحيرة البهنسا الغامضة: كل ما نعرفه حتى الآن


ما هي بحيرة البهنسا؟ وصف عام للحالة

  • الموقع: صحراء مركز بني مزار، قرية البهنسا، شمال محافظة المنيا، مصر.
  • الظهور والمظهر: ظهرت فجأة خلال الأسابيع الأخيرة، كمسطح مائي في منخفض أرضي من المحتمل أنّه محجر قديم.
  • المساحة والعمق: تُقدّر المساحة بنحو 35 فدانًا تقريبًا في أحدث التقديرات، وتصل الأعماق إلى حوالي 30 مترًا في بعض المناطق المتفرقة، حيث تختلف حسب التجريف السابق والتكوين الأرضي للمحجر.


لماذا ظهرت بحيرة البهنسا؟ التفسيرات العلمية المتوفّرة

  • تسربات جيولوجية طبيعية: وجود طبقات أرضية تسمح بتسرب المياه الجوفية إلى المنخفضات الأرضية، خاصة في المناطق التي تحتوي على تربة مفككة أو طبقات طفليّة (طينية مليئة بالأملاح).
  • ارتفاع منسوب المياه الجوفية: زيادة في المياه الجوفية نتيجة الأمطار أو تغيرات في مستويات المياه الباطنية تؤدي لتجمعها في المنخفضات.
  • مياه الصرف الزراعي: دور مُهم لمياه الصرف الزراعي من الأراضي المحيطة، سواء بسبب نقص البُنى التحتية للصرف أو سوء إدارة التصريف، مما ساهم في تراكم المزيد من المياه.


المخاطر والتحذيرات: ملوحة ومآسي واقعة

  • نسبة الملوحة العالية: تحليل عينات المياه أكّد أن نسبة الملوحة مرتفعة جدًا -- وصلت إلى 8200 جزء من المليون في بعض التقارير، ما يجعل الماء غير صالح للشرب أو الزراعة أو حتى للحيوانات.
  • حوادث غرق: لقي شخصان مصرعهما غرقًا في البحيرة الغامضة، ما أثار استنفار الجهات المعنية للتحذير من الاقتراب أو استخدام المياه بأي شكل من الأشكال.
  • التحذير الرسمي: محافظة المنيا أصدرت بيانات رسمية تحذّر فيها المواطنين من الاقتراب أو التعامل مع المياه، مؤكدة أن التجمع المائي لا يمثل خطرًا بيئيًا بشكل فوري، لكنه غير صالح للاستخدام البشري أو الزراعة أو الرعي.


ردود الفعل المجتمعية والإعلامية

  • الانبهار الشعبي والتصوير: البحيرة تحولت إلى مزار لتصوير الفيديوهات والصور التذكارية يوميًّا، خاصة في عطلة الجمع والجمعة.
  • الأساطير والتكهنات: بعض السكان أطلقوا عليها أسماء مثل "البحيرة المباركة" أو "المياه المسكونة"، متأثرين بالطابع الديني والتاريخي لقرية البهنسا.
  • الجدل في وسائل الإعلام ووسائل التواصل: مقالات وتقارير تلفزيونية وإعلام رقمي نشرت تفاصيل وتقارير ميدانية وتحقيقات لخبراء الجيولوجيا والري.


الموقف الرسمي والحكومة والأكاديميون

  • بيان محافظة المنيا: المحافظة أكدت أن التجمع المائي تحت المراقبة، وبأن المياه شديدة الملوحة وغير صالحة لأي استخدام بشري أو زراعي أو حيواني، وحذّرت من الاقتراب.
  • تحليل عينات المياه: الجهات المختصة أجرت تحليلات مختبرية لعينات المياه لتحديد ملوحتها ومصدرها، وأكدت أنها نتجت من تسربات طبيعية + مياه الصرف الزراعي.
  • آراء أكاديمية: د. عمر عبد العزيز، أستاذ الجيولوجيا، وعلماء من جامعة المنيا أوضحوا أن الظاهرة ليست فريدة وأن التربة الرملية المختلطة بطبقات طفليّة تجعل المنطقة مرشحة لتجمع المياه الجوفية بسهولة.


الفرص والتحديات المستقبلية

  • فرصة بيئية وسياحية؟ وجود البحيرة بدأ يجذب الزوار؛ إذا تم تطوير الموقع بشكل منظم قد يتحول إلى مقصد طبيعي سياحي، ولكن هذا يتطلب دراسات بيئية، تأهيل أرضي، وضمان سلامة الزوار.
  • تحديات الزراعة والتربة المحلية: مخاطر تملح الأراضي المجاورة إذا توسع التجمع المائي أو ارتفعت الملوحة عبر التسرب تحت السطحي، مما يؤثر على خصوبة التربة والمحاصيل.
  • إدارة المياه والصرف: دعوات لتعزيز البُنى التحتية للري والصرف الزراعي، تطبيق طرق الري الحديثة وترشيد استخدامها، لمنع تكرار ظاهرة مشابهة في المستقبل.


الخلاصة

بحيرة البهنسا أبرزت كيف يمكن لظاهرة طبيعية مفاجئة أن تتحوّل إلى مصدر دهشة، خبْط اجتماعي، وخطر محتمل، في آن واحد. المظهر الغامض الذي اجتذب الصور ورواد مواقع التواصل، تعقّبته تحذيرات رسمية وساهمت تحليلات علمية في فك رموزها: تسرب المياه الجوفية + مياه الصرف + أرض منخفضة محجّرة، مع ملوحة لا ترحم، وغرق أثبت خطورة الوضع فعليًا.

الموقف الآن تحت السيطرة بحسب تصريحات محافظة المنيا، لكن المراقبة ضرورية، وكذلك وعي المواطنين. هل ستتحوّل البحيرة من ظاهرة طارئة لمعلم سياحي؟ أم أنّ التحديات البيئية والزراعية ستستمر في فرض الحذر؟ الزمن كفيل بالكشف.

قد يعجبك أيضًا

(الأول نيوز) ، هو موقع إخباي شامل، يصدر عن شركة الأول للنشر والخدمات الإعلامية، ومقره محافظة المنيا جمهورية مصر العربية.

البريدالإلكتروني الخاص بنا: alawwalalawl@gmail.comالهاتف: الهاتف: 01110380234
WhatsApp Image
تصميم وتطوير شركه Flexi-Code