في إطار حرص الدولة على توعية المجتمع بقضايا التعليم وتوضيح الحقائق، نظم مجمع إعلام المنيا، اليوم الأحد 28 سبتمبر 2025، حلقة نقاشية موسعة بعنوان "البكالوريا المصرية بين الحقيقة والشائعات"، وذلك بالتعاون مع مكتبة مصر العامة وإدارة خدمة المواطنين ووحدة حقوق الإنسان بديوان عام محافظة المنيا. جاءت هذه الفعالية في ظل الاهتمام المتزايد بمستقبل العملية التعليمية والانتقال إلى أنظمة أكثر تطورًا تواكب متغيرات العصر.

شهد اللقاء حضور نخبة متميزة من القيادات التعليمية والأكاديمية، من بينهم الدكتور بهاء حسن مدير الإدارة التعليمية بالمنيا، والدكتور بليغ حمدي أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة المنيا، والدكتور طه محمد نصر مدير مكتبة مصر العامة، إلى جانب الأستاذة نجلاء حمدي مديرة إدارة خدمة المواطنين بالمحافظة، والأستاذة داليا محمد مديرة وحدة حقوق الإنسان، والأستاذ وليد الحيني مدير مجمع إعلام المنيا. كما شارك في النقاش عدد من ممثلي المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للسكان، بالإضافة إلى إعلاميين وقيادات تعليمية وطلاب وأولياء أمور.

وفي كلمته، أكد وليد الحيني أن مجمع إعلام المنيا حريص على مناقشة القضايا التي تمس المجتمع بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بملف التعليم باعتباره قضية أمن قومي. وأوضح أن 35% من المدارس الموجودة حاليًا في مصر تم إنشاؤها خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتقليل الكثافات الطلابية بالفصول، فضلًا عن زيادة ميزانية التعليم بنحو 61 مليار جنيه، واستمرار العمل على تطوير المناهج وطرق التدريس بما يتناسب مع متطلبات المرحلة الحالية.

وخلال اللقاء، تناول الدكتور بهاء حسن شرحًا تفصيليًا لنظام الثانوية العامة الجديد المعروف بـ البكالوريا المصرية، مؤكدًا أنه ثمرة أبحاث ودراسات أجراها العشرات من الخبراء والمتخصصين بهدف صياغة نموذج تعليمي متطور يواكب التطورات التكنولوجية العالمية.

وأوضح أن النظام الجديد يعد اختياريًا وليس إجباريًا، حيث يظل أمام الطلاب الحق في الاختيار بين النظام الحالي والنظام الجديد حتى الأول من أكتوبر المقبل، لافتًا إلى أن المدارس مستعدة من الناحية التكنولوجية والبنية التحتية لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي.

ومن جانبه، شدد الدكتور بليغ حمدي على أن الاهتمام بتطوير العملية التعليمية يُعد أحد أهم مقومات الأمن القومي، مشيرًا إلى أن نظام البكالوريا يقدم مزايا متعددة، أبرزها إمكانية التحسين وتغيير المسار بما يخفف من الضغوط النفسية والعصبية التي عانى منها الطلاب وأولياء الأمور في النظام القديم. وأضاف أن النظام الجديد يسعى إلى تأهيل الطلاب وربطهم بسوق العمل بشكل مباشر، مع ضمان التكامل والتنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لتحقيق أفضل نتائج ممكنة.

واختتم اللقاء بجلسة نقاش مفتوحة شهدت تفاعلاً واسعًا من الطلاب وأولياء الأمور الذين طرحوا العديد من الأسئلة والاستفسارات، وتمت الإجابة عليها جميعًا مع التأكيد على أخذ المقترحات بعين الاعتبار ضمن خطة الدولة الشاملة لتطوير التعليم في مصر.