رئيس التحرير
مـــحـــمـد الــــنــادي
رئيس مجلس الإدارة
خلف فتحي

محافظ المنيا والست حُسنية .. جبر خاطر في قلب المدينة

السبت ٥ أبريل ٢٠٢٥ ١٢:٢٤ م
محافظ المنيا والست حُسنية .. جبر خاطر في قلب المدينة

في زحمة الحياة وصخبها، يبقى للإنسانية حضورها الفريد الذي لا يمكن أن يختفي، حتى في أوقات انشغالنا وأعمالنا اليومية، هذا ما أثبته اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، في لحظة قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكنها كانت محورية في حياة سيدة مسنّة وملهمة في ذات الوقت.


كان صباحًا عاديًا في مدينة المنيا، حيث كانت الحركة تنساب بين السيارات والمارة، والمحافظ يتابع جولته المعتادة لتفقد مواقف سيارات المراكز، لم يكن يعلم أنه على موعد مع لحظة ستبقى في ذاكرة سيدة مسنّة تدعى حسنية، قد تجاوزت السبعين من عمرها، وتتكئ على عكازها بحذر.



بينما كان المحافظ يمر بجانب مواقف السيارات، سمع صراخًا ضعيفًا يتسلل من بين زحمة الأصوات، صراخٌ يطلب النجاة والمساعدة، نظر حوله، فلمحت عيناه تلك السيدة المسنّة، التي كانت تقف وسط الزحام متكئة على عكازها، كان وجهها ملؤه القلق، وعينها تلمع بأمل في العثور على يد تساعدها.


ما كان للمحافظ أن يمر دون أن يستجيب لهذه الصرخة الإنسانية، فدون تردد، توقف وتوجه نحوها بخطوات سريعة لكن رصينة، عندما وصل إليها، سألها بلطف: "ماذا تحتاجين؟ كيف يمكنني مساعدتكِ؟"، وهو يطالع عينيها بحنان، لم يكن هناك من حاجة للكلمات الكثير، فالعمر والحياة تحدثان لغة لا يفهمها إلا من يحمل في قلبه رحمة.



بدأت السيدة حسنية تشرح حالتها، وبينما كانت تتحدث، كانت عيناها مليئة بالألم والحزن، تأمل اللواء كدواني في حالتها، وقرّر أن يستمع إليها كما يجب، تقديرًا لعمرها المتقدم ولحالتها الصحية، أصرّ على أن تجلس هي، بينما وقف هو على قدميه، ليُظهر لها احترامه الكامل وتقديره لاحتياجاتها.


دام الاستماع لبضع دقائق فقط، كانت فيها السيدة تشرح مطالبها وتروي تفاصيل معاناتها، وفي تلك اللحظة، قرر اللواء كدواني أن يتخذ خطوة فورية لمساعدتها، أوعز بتقديم الدعم المطلوب لها، مؤكدًا أن المحافظة ستعمل على تلبية احتياجاتها وتوفير الراحة التي تستحقها.


وعندما همّ المحافظ بمغادرة المكان، ارتسمت على وجه السيدة حسنية ابتسامة عميقة، ودموعها تتساقط بغزارة. "بارك الله فيك يا سيادة المحافظ"، قالت وهي تبكي من شدة الامتنان.


كانت تلك الكلمات بمثابة دعاء عميق من قلب أمّ، وقد حملت في طياتها كل معاني الشكر والعرفان، لم تكن مجرد كلمات، بل كانت صدى لروح إنسانية تجسدت في لحظة واحدة، وبينما تركها المحافظ، كانت الدموع تسقط، لكنها لم تكن دموع ألم، بل دموع فرح وطمأنينة، بعدما شعر قلب السيدة بأن هناك من يهتم بها، وأن هناك من يرى حاجتها ويسعى إلى مساعدتها.


في تلك اللحظة، كانت الإنسانية قد انتصرت على كل شيء، وجعلت من مجرد خطوة عابرة في المدينة لحظة لا تُنسى.

الكلمات المفتاحية

قد يعجبك أيضًا

(الأول نيوز) ، هو موقع إخباي شامل، يصدر عن شركة الأول للنشر والخدمات الإعلامية، ومقره محافظة المنيا جمهورية مصر العربية.

البريدالإلكتروني الخاص بنا: alawwalalawl@gmail.comالهاتف: الهاتف: 01110380234
WhatsApp Image
تصميم وتطوير شركه Flexi-Code