عمّ الحزن قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، بعد قرار محكمة الجنايات اليوم بإحالة أوراق المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الستة إلى مفتي الجمهورية، تمهيدًا للحكم بإعدامها شنقًا، في واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الرأي العام المصري خلال الأشهر الماضية.

وفي أول تعليق بعد صدور القرار، قالت والدة الأطفال الضحايا بصوتٍ يغلبه البكاء:

"مبروك عليكي الإعدام... بس ولا حكم في الدنيا هيرجعلي ولادي".

الكلمات القليلة كانت كفيلة بإعادة مشهد المأساة إلى الأذهان، وسط تأثر الحضور في القاعة، حيث تابعت أسرة المجني عليهم الجلسة التي نُظرت في محكمة جنايات المنيا وسط إجراءات أمنية مشددة.

تفاصيل مذبحة دلجا المروعة

تعود أحداث الواقعة إلى يوليو الماضي، حين استيقظ أهالي القرية على فاجعة وفاة ستة أطفال ووالدهم داخل منزلهم في ظروف غامضة.

وبعد التحريات، تبيّن أن وراء الحادثة زوجة الأب الثانية، التي خططت للجريمة بدافع الغيرة والرغبة في الانتقام، إذ وضعت مادة سامة في طعام الأسرة، ما أدى لوفاتهم واحدًا تلو الآخر.

التحقيقات كشفت أن المتهمة أعدت الجريمة مسبقًا واشترت السم من خارج القرية، ثم قدّمت الوجبة القاتلة دون أن تثير الشك، قبل أن تعترف لاحقًا بتفاصيل الواقعة الكاملة أمام النيابة.

قرار المحكمة وإحالة الأوراق للمفتي

بعد جلسات استماع مطوّلة واستعراض كافة الأدلة، قررت هيئة محكمة جنايات المنيا إحالة أوراق المتهمة إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لاستطلاع الرأي الشرعي في تنفيذ حكم الإعدام، على أن تحدد جلسة لاحقة للنطق بالحكم النهائي.

شهدت القاعة لحظات مؤثرة عقب النطق بالقرار، إذ انهارت والدة الضحايا وهي تردد: "أخيرًا العدالة بدأت تاخد مجراها"، بينما أعرب أهالي القرية عن ارتياحهم وثقتهم في القضاء المصري العادل.