مع اقتراب موسم البرد في شهر أكتوبر الحالي، يتجدد البحث عن مشروبات الحماية من نزلات البرد كدرع طبيعي لمواجهة الأمراض الموسمية. لقد أظهرت الأبحاث الحديثة حتى عام 2025 أن مفتاح مقاومة الإنفلونزا والأمراض التنفسية يكمن في تعزيز جهاز المناعة بمكونات طبيعية محددة. بعيداً عن مجرد التدفئة، تعمل هذه المشروبات الدافئة كمنظومة دفاع متكاملة، حيث تمد الجسم بمضادات الأكسدة القوية التي تثبط عمل الفيروسات وتسرع من التعافي. التقرير التالي يقدم لك 7 مشروبات لتقوية المناعة ثبتت فعاليتها العلمية، مع التركيز على المكونات التي أوصى بها خبراء التغذية مؤخراً.

ما هي المكونات الأكثر فعالية في مشروبات لتقوية المناعة؟

أكدت الدراسات المنشورة حديثاً على أن المشروبات الأكثر فاعلية في علاج البرد والوقاية منه هي تلك التي تجمع بين العناصر المضادة للالتهاب والمغذيات الداعمة للمناعة.

الزنجبيل والكركم: الثنائي الذهبي لمكافحة الالتهاب

يشتهر الزنجبيل بمركب الجينجيرول، الذي يملك خصائص قوية مضادة للالتهابات ومطهرة للجهاز التنفسي. أما الكركم، بمكونه النشط الكركمين، فيعتبر أقوى مضاد أكسدة طبيعي، ويُنصح بدمجه مع رشة من الفلفل الأسود لتحسين امتصاصه، وهو ما يُعرف حديثاً باسم مشروب "الحليب الذهبي".

فيتامين (ج) والزنك: دعم مباشر للجهاز المناعي

تشير التوصيات الحالية إلى أن المشروبات الغنية بفيتامين (ج) (المتوفر بكثرة في الحمضيات وثمر الورد) لا تمنع الإصابة، لكن تناولها بانتظام يقلّل من مدة وشدة أعراض نزلات البرد. كما أن إضافة الزنك (المتوافر في بعض مكملات الشرب أو الحساء) يمكن أن تقصّر مدة نزلات البرد، خصوصاً عند البدء في تناوله عند ظهور الأعراض المبكرة.

7 مشروبات دافئة موصى بها للحماية من نزلات البرد

لضمان حصولك على أعلى استفادة، يجب أن تكون هذه المشروبات جزءاً من نظامك اليومي، وهي مُحسّنة للباحثين عن أعشاب لتقوية المناعة:

1. مشروب الزنجبيل والليمون والعسل (المُنقذ السريع): التركيبة الأفضل لتهدئة السعال وتخفيف الاحتقان. يساعد البخار المتصاعد منه على فتح المجاري الأنفية، ويجب أن يكون دافئاً جداً.
2. شاي "الكادها" الهندي المُركّز: يتكون هذا الشاي من مزيج قوي من الزنجبيل، الكركم، القرفة، والفلفل الأسود، وهو من أفضل مشروبات الحماية من نزلات البرد بفضل خصائصه المضادة للميكروبات.
3. عصير البرتقال وقشور الحمضيات: للحصول على جرعة مكثفة من فيتامين (ج)، ينصح الخبراء باستخدام قشور البرتقال (بعد تنظيفها جيداً) وغليها، حيث تحتوي على مركبات "الهسبيريدين" و"النوبيليتين" التي تعزز عمل الجهاز المناعي.
4. منقوع اليانسون والبابونج (مضاد للفيروسات): يحتوي اليانسون على حمض الشيكيميك الذي يتمتع بخصائص مضادة للفيروسات. هذا المزيج مثالي قبل النوم حيث يساعد البابونج على الاسترخاء والتعافي.
5. مغلي أوراق الجوافة والميرمية: تُستخدم هذه الأعشاب في الطب التقليدي لتقوية المناعة وتخفيف التهابات الجهاز التنفسي والسعال بشكل فعال.
6. شاي القرفة والعسل: لا يقتصر دور القرفة على التدفئة، بل لها خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يجعلها إضافة مثالية ضمن مشروبات لتقوية المناعة.
7. الماء الدافئ مع الزعتر: يُعد الزعتر من أقوى الأعشاب التي تدعم المناعة وهو غني بمضادات الأكسدة والمواد المطهرة التي تحارب البكتيريا والفيروسات.

أخطاء شائعة يجب تجنبها عند تناول مشروبات علاج البرد

لتحقيق أقصى استفادة من هذه المشروبات الدافئة، يجب تجنب بعض الممارسات التي قد تعيق التعافي:

• تجنب الكافيين والكحول: ينصح الأطباء بالابتعاد عن الكحول والقهوة والمشروبات الغازية المحتوية على الكافيين، لأنها قد تفاقم الجفاف، وهو ما يعيق جهود الجسم في محاربة الفيروسات.
• عدم الإفراط في المكملات: على الرغم من أهمية الزنك وفيتامين دال، يجب عدم الإفراط في تناول مكملاتهما دون استشارة طبيب لتجنب الآثار الجانبية.
• التحلية الزائدة: يفضل استخدام العسل الطبيعي للتحلية بدلاً من السكر المكرر الذي قد يؤثر سلباً على وظائف المناعة.

الخلاصة: الوقاية الشاملة هي سر الشتاء الصحي

في نهاية المطاف، تُعد مشروبات الحماية من نزلات البرد حليفاً قوياً، لكنها تتطلب دعماً من ممارسات صحية أخرى كالراحة الكافية، والترطيب المستمر، والنظام الغذائي الغني بالخضروات الورقية. دمج هذه المشروبات في روتينك اليومي هو أفضل استثمار في صحتك لمواجهة تقلبات الطقس والتأكد من قضاء موسم شتاء خالٍ من نزلات البرد والإنفلونزا.